سيصبح مرصد “SKAO” عند اكتماله التلسكوب الراديوي الأكثر حساسية والأقوى في العالم، حيث استخدم الباحثون شبكة من أطباق الراديو تسمى مصفوفة التطوير الهندسي 2 (EDA2)، الموجودة في صحراء غرب أستراليا، كمنصة اختبار للمساعدة في تطوير SKAO بالكامل، والذي من المتوقع أن يكتمل في عام 2028، ومن خلال الجمع بين المواقع في غرب أستراليا وجنوب إفريقيا، سيكون SKAO هو التلسكوب الراديوي الأول في العالم، مع مهمة مميزة تتمثل في رسم خرائط للهيدروجين المحايد، التي سكنت عالمنا قبل أن تشتعل النجوم الأولى، وهي حقبة كونية تُعرف باسم الفجر الكوني.
ووفقًا لما ذكره موقع “space”، تمكن الباحثون من اكتشاف انبعاثات أقمار ستارلينك باستخدام EDA2، وكانت هذه الانبعاثات أكثر سطوعًا من الأهداف الفلكية لـ SKAO القادم، والجدير بالذكر أنهم حددوا مصدرين للتلوث، إحداها كانت الإشارات المتوقعة: عمليات الإرسال المعتادة التي ترسلها الأقمار الصناعية لبعضها البعض وإلى الأرض، لكن النوع الآخر كان غير مقصود: الإشارات اللاسلكية التي تولدها الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالأقمار الصناعية الفردية.
ويعد كل من EDA2 وSKAO المرتقب حساسان للغاية لدرجة أنهما يستطيعان اكتشاف هذه الأنواع من الانبعاثات غير المقصودة بسهولة.
وسيتعين على SKAO وعلماء الفلك الراديوي في جميع أنحاء العالم أن يتعايشوا مع الواقع الجديد، ووضع الشركات الخاصة عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية، وهي لا تفعل أي شيء غير قانوني، لذا فإن علم الفلك الراديوي سيصبح أكثر صعوبة عندما تصبح البيئة الراديوية حول الأرض أكثر ضوضاءً.
ومن ناحية أخرى، أشار الباحثون إلى أن اكتشاف هذا النوع من الإشارات الملوثة يوفر فرصة لإنشاء حوارات مع الشركات الخاصة أو الهيئات التنظيمية، ولا ينبغي لعلم الفلك كعلم أن يتواجد على الهامش بفضل الشركات الخاصة التي تعمل قبل أن يتوفر لدى المشرعين الوقت الكافي لتقييم وموازنة احتياجات أي مجتمعات متأثرة.
