قراءة أفكار البشر تهدد خصوصية الناس فى حياتهم العامة والشخصية
قراءة أفكار الناس كانت دائما لغزا يتسابق الكثيرون في ادعاء معرفته، إلا أنه في الفترة الأخيرة، ومع تطور برامج الذكاء الاصطناعي، أصبح الأمر أكثر سهولة، لكنه يتضمن الكثير من الخطورة على البشر أنفسهم، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي قادر ليس فقط على قراءة أفكار البشر ولكن أيضا التعامل معها، بل يمكنه استغلالها ضده، وهناك أكثر من حادث تعرض له أشخاص بسبب رفض برامج الذكاء الاصطناعي الاستجابة لأوامر البشر وقامت بقتله.
في هذا التقرير سنعرض مخاطر قراءة أفكار البشر عامة من الذكاء الاصطناعي، وكيف يقوم بذلك، وتحذيرات كبار الشخصيات ذات الصلة بهذه التكنولوجيا، وكيف سيتم التعامل مع الذكاء الاصطناعى مستقبلا:
كيف يقرأ الذكاء الاصطناعي ما في دماغ البشر؟
تسحب الخوارزمية المعلومات من أجزاء بالدماغ مسؤولة عن فهم الصور، مثل الفص الصدغي والقذالي، واستخدم الفريق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لأنه يلتقط تغيرات تدفق الدم في مناطق الدماغ النشطة.
يتمكن الرنين المغناطيسي من اكتشاف جزيئات الأكسجين، بحيث يمكن للماسحات الضوئية أن ترى أين تعمل الخلايا العصبية للدماغ بنشاط أكبر وتجذب معظم الأكسجين عندما تكون هناك أي أفكار أو عواطف، ويبدأ الذكاء الاصطناعي في إنشاء الصور كضوضاء تُستبدل بميزات يمكن تمييزها، حيث تقارن خوارزمية الانتشار المستقر أنماط نشاط دماغ الشخص عند مشاهدة صورة، مع الأنماط الموجودة التي جرى تدريبها عليها.
تحذيرات بعض الشخصيات العامة من الذكاء الاصطناعي
إبلون ماسك
حذر إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتويتر ومالك تسلا للسيارات الكهربائية وسبيس إكس لابحاث الفضاء، خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن، من الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه يمكن أن يؤدي لـتدمير الحضارة، على الرغم من استمرار استثماراته في نمو التقنية الجديدة عن طريق العديد من شركاته.
وقال ايلون ماسك: “الذكاء الاصطناعي أكثر خطورة ، على سبيل المثال ، من سوء إدارة تصميم الطائرات أو صيانة الإنتاج أو الإنتاج السيئ للسيارة ، بمعنى أنه ينطوي على إمكانات – مهما كانت صغيرة لكنها غير تافهة”
وأكد الملياردير الامريكي إنه يدعم التنظيم الحكومي في مجال الذكاء الاصطناعي ، على الرغم من أنه “ليس من الممتع أن يتم تنظيمه”، وأضاف إنه بمجرد أن “يصبح الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة” ، قد يكون فات الأوان لوضع اللوائح.
الرئيس التنفيذي السابق لشركة “جوجل”
حذر الرئيس التنفيذي السابق لشركة “جوجل” من أن الذكاء الاصطناعي يمثل “خطرا وجوديا” على البشرية ويمكن أن يتسبب في أذى البشر وفي قتل الكثير منهم في المستقبل.
وقال إريك شميدت، خلال قمة لمجلس كبار الرؤساء التنفيذيين في صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الذكاء الاصطناعي لا يشكّل تهديدا خطيرا في الوقت الحالي، لكنه يمكن أن يساء استخدامه من قبل “الأشرار” عندما يصبح أكثر تقدما.
ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في العثور على ثغرات أمنية في البرامج أو أنواع بيولوجية جديدة، ويشير المدير التنفيذي إلى أن من المهم ضمان عدم “إساءة استخدام هذه الأنظمة من قبل الأشرار”.
الرئيس الأمريكي جو بايدن
دعا الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى ضرورة التصدى لمخاطر الذكاء الاصطناعى على الأمن القومى والاقتصاد، مؤكدا أنه سيسعى للحصول على مشورة الخبراء بشأن التعامل مع هذا التحدى الجديد.
وقال بايدن – خلال مشاركته في مؤتمر بشأن الذكاء الإصطناعي عقد بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، حسبما نقلت قناة (الحرة) الأمريكية – “إدارتي ملتزمة بحماية حقوق الأمريكيين وسلامتهم مع حماية الخصوصية ومعالجة التحيز والمعلومات المضللة والتأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي آمنة قبل إطلاقها”.
وكان بايدن قد التقى مع مجموعة من قادة المجتمع المدني، الذين سبق أن انتقدوا تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى لمناقشة الذكاء الاصطناعي.
بعد الإعلان عن سماعة الرأس Vision Pro من Apple الجديدة خلال مؤتمرها السنوي، والذي تأتي بسعر 3500 دولار، من المتوقع أن تصل للمستخدمين في أوائل عام 2024، قدمت أبل نظام Optic ID الذي يُشاع سابقًا أنه يدرس قزحية العين من خلال التعرض لضوء LED غير المرئي، ويقارنه ببيانات العين المسجلة لتسجيل دخولك، ويمكنك استخدامه كبديل لكلمة المرور وإجراء عمليات شراء في التطبيق أو استخدام Apple Pay.
قراءة أفكارك
كشف Sterling Crispin ، موظف سابق في Apple ، عن تقنية “قراءة العقل” من خلال الذكاء الاصطناعي، فقد كان Crispin باحثًا في النماذج الأولية للتقنية العصبية في مجموعة تطوير التكنولوجيا في Apple وكان له دور أساسي في تطوير سماعة Vision Pro VR / AR، من بين أمور أخرى، حيث عمل على التكنولوجيا التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بسلوك المستخدم.
وقال Crispin، أن الكثير من التكنولوجيا التي تم تطويرها خلال فترة عمله في Apple سرية، ومع ذلك، قال إنه نظرًا لأن بعض جوانب عمله أصبحت علنية من خلال براءات الاختراع، فإنه يُسمح له الآن بالتحدث عنها، وكتب Crispin على تويتر: “بشكل عام، يتضمن الكثير من العمل الذي قمت به اكتشاف الحالة العقلية للمستخدمين استنادًا إلى بيانات من أجسادهم وأدمغتهم عندما كانوا في تجارب غامرة“.
قياس العقل البشري سيتم من خلال حركات العين والنشاط الكهربائي في الدماغ ونبض القلب والإيقاع ونشاط العضلات وكثافة الدم في الدماغ وضغط الدم وموصلية الجلد، حيث قال Crispin، باستخدام هذه البيانات، “تحاول نماذج الذكاء الاصطناعي التنبؤ بما إذا كنت تشعر بالفضول، أو شرود الذهن، أو الخوف، أو الانتباه، أو تذكر تجربة سابقة، أو حالة معرفية أخرى“.
وترجع قراء الأفكار جزئيًا إلى أنك تتوقع حدوث شيء ما بعد النقر، لذلك، يمكنك إنشاء ارتجاع بيولوجي باستخدام دماغ المستخدم من خلال مراقبة سلوك العين، وإعادة تصميم واجهة المستخدم في الوقت الفعلي لإنشاء المزيد من استجابة المستخدم الاستباقية.
وعمل Crispin أيضًا على التنبؤ بحالة تركيز أو استرخاء المستخدم، حيث يوضح Crispin أن التعلم الآلي وتحليل إشارات الجسم والدماغ يمكن أن يتنبأ بمدى تركيز أو استرخاء شخص ما، أو مدى شدة الدراسة، حيث كان من الممكن استخدام هذه الأفكار في بيئات التأمل أو المكاتب الغامرة لشركة Apple.
نظام عمل Optic ID
تمثل عيناك الجزء الأساسي في عمل هذه النظارة، حيث يمكنك التحكم في Vision Pro من خلال تتبع العين مع إيماءات يدك وصوتك، وتتبع كاميرات الأشعة تحت الحمراء داخل Vision Pro عينيك، بينما الكاميرات المتجهة إلى الأسفل على الجزء الخارجي من الهيكل والمستشعرات تستشعر الأشياء حول Vision Pro لحظيًا، وتتبع مواقعها.
إذا كنت تلتقط صورًا ومقاطع فيديو، سيكون هناك مؤشر بصري لتنبيه الأشخاص من حولك، حتى لا تنتهك خصوصيتهم، ويبدو أن أبل عالجت المشكلة التي ظهرت مع نظارة جوجل سابقًا.
وتؤكد الشركة أن بيانات عينك مشفرة ومعزولة في المنطقة الآمنة Secure Enclave الخاصة بسماعة الرأس، حيث يأتي Optic ID جنبًا إلى جنب مع وسائل حماية الخصوصية الأخرى في سماعة و Vision Pro ولن تتمكن Apple ولا أي شخص آخر من الوصول إلى بيانات تتبع العين.
ان معرف البصريات يعتمد على تفرد قزحية العين، حيث إنه لا يعاني من مشكلة التوأم في Face ID لأن حتى التوائم المتماثلة لها قزحية فريدة من نوعها، في هذا الصدد، ويعد Optic ID أكثر أمانًا للمصادقة على معاملات Apple Pay من Face ID.
وتستخدام Optic ID في VisionOS من أجل فتح سماعة Vision Pro الخاصة بك، وتفويض عمليات الشراء من متجر التطبيقات ومشتريات Apple Pay، أيضاً من أجل الملء التلقائي لكلمات المرور المحفوظة على مواقع الويب والتطبيقات.
مخاطر الذكاء الاصطناعي علي البشر
ينطوي الذكاء الاصطناعي على العديد من المخاطر المحتملة مع توسع قدراته وانتشاره، وستستمر المخاطر المرتبطة به في التطور، حيث توقعت مؤسسة البيانات الدولية أن ينمو مجال البيانات العالمي من 33 تريليون غيغابايت في عام 2018 إلى 175 غيغابايت بحلول عام 2025، حيث تتوفر كميات هائلة من البيانات المنظمة وغير المهيكلة للشركات لتعدينها ومعالجتها.
ستصبح الخصوصية الشخصية أكثر صعوبة في الحماية في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي، وعند حدوث تسرب للبيانات أو حدوث انتهاكات، يمكن أن تلحق التداعيات الناتجة ضررًا كبيرًا وتمثل انتهاكات قانونية محتملة.
يمكن أن تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي معقدة للغاية لدرجة أنه حتى أولئك الذين أنشأوا الخوارزمية لا يمكنهم شرح كيفية وصول المتغيرات مجتمعة معًا إلى التنبؤ الناتج، وهذا النقص في الشفافية هو السبب في الإشارة إلى بعض الخوارزميات على أنها “الصندوق الأسود”، مما جعل الهيئات التشريعية تبدأ الآن في التحقيق في الضوابط والتوازنات التي قد تحتاج إلى وضعها.
اكتشاف المزيد من النشاما للألعاب
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.