حل لغز رسائل مشفرة وجدت في كهوف من العصر الجليدي
وتزعم دراسة جديدة أن هذه العلامات، المعروفة جيدا للعلماء، قد تتعلق بالسلوك الموسمي للحيوانات المفترسة، ما يجعل العلامات أول كتابة معروفة في تاريخ البشرية، وفقا لتقرير RT.
ومثلت هذه الرسومات رسائل غامضة من ماضينا العميق، عندما كان البشر صيادين وجامعين.
وتم أخيرا فك رموز الخطوط والنقاط التي تزين بعض لوحات الكهوف الأكثر شهرة، باعتبارها أقدم تقويم في العالم، يزيد عمره عن 20 ألف عام.
وكان العالم بن بيكون (68 عاما)، يبحث في قواعد البيانات الأكاديمية في تنقلاته اليومية، بعد تجميع أكثر من 700 صورة من العصر الحجري القديم العلوي، ووجد دليلا على أن النقاط الصبغية والخطوط المحفورة على الحيوانات تقاس عند التزاوج.
ويحتاج الصيادون وجامعو الحيوانات في ذلك العصر إلى سجل عن وقت تزاوج الحيوانات وولادتها، كما حدث عندما تم حشدها بأعداد كبيرة وأسهل في الصيد.
ووفقا للورقة البحثية التي نُشرت في مجلة Cambridge Archaeological Journal، يشير كل سطر أو نقطة إلى شهر قمري يُحسب من أواخر الربيع.
وعرف علماء الآثار منذ فترة طويلة أن تسلسل النقاط والخطوط والعلامات الأخرى في الرسومات لها معنى، لكن لم يستطع أحد فك رموزها، لذلك قرر بيكون، الغريب عن العلوم التاريخية، محاولة فهم هذه العلامات.
وبعد قضاء ساعات طويلة في النظر إلى صور لوحات الكهوف على الإنترنت وفي الكتب، بدأ المرمم في البحث عن أنماط متكررة وأصبح مهتما بشكل خاص بعلامة “Y”، والتي خمن أنها قد تعني “الولادة” لأنها أظهرت خطا جاء من اثنين آخرين.
وهكذا، من خلال حساب دورات ولادة الحيوانات الحديثة، استنتج الباحثون أن عدد العلامات على اللوحات كان رقما قياسيا، حسب الشهر القمري، لمواسم تزاوج الحيوانات، وفقا للدراسة.
وشرع بيكون في وقت لاحق في الاتصال بعالم الحفريات بول بيتيت وأستاذ علم النفس روبرت كنتريدج لمشاركة نظريته حول الرسومات معهم. وتعهد العلماء بتطوير أفكار بيكون معا.
وقال بيتيت: “هذه دراسة رائعة جمعت بين باحثين ومتخصصين مستقلين”. وأوضح عالم الحفريات أن “النتائج تظهر أن الصيادين وجامعي الثمار والحيوانات في العصر الجليدي كانوا أول من استخدم تقويما وعلامات منهجية لتسجيل المعلومات حول الأحداث البيئية الرئيسية في ذلك التقويم”.